عن مشروع الموسوعة العلمية
أهمية المشروع وفراغ الساحة التعليمية منه :
نحو وعي أكبر بقراءة أكثر غايتنا إيصال المراجع العلمية والأوراق البحثية لكل باحث وكاتب
قصتنا
بداية الفكرة :
إنّ السبب المباشر لحضور فكرة هذه الموسوعة وجمعها هو وجودي في بلاد الغربة الأوروبيّة، بعيداً عن دور النّشر والمكتبات العربية، التي لطالما كانت مقصدي ومزاري في حلّي وترحالي، وكما هو معلوم أنّ رأسَ مال طالب العلم كتبُه، وأنّ نماءَه ونموَّه مرتبط بها معلّقٌ عليها، والحالُ أنّي ابتعدت عنها و تفرّقت عنّي، فانقطع عني وصالُها وحالَ بيني وبينها الغربةُ وأوصالها، حالي كما هو حالُ كثيرٍ من مشايخننا وإخواننا، فحاجني ذلك لولوج شبكة الانترنت باحثاً مُنقّباً عن الكتب والمراجع، علّ ذلك يقضي الأرَب ويمنع ما يُخالج النّفس من حزنٍ وصخب، فلم أجد حينها ما يخفف عنّي شيئاً من ذلك سوى الاطلاع والبحث والتنقل بين صفحات المكتبات الإلكترونية لمطبوعات اللغة العربية المتاحة مجاناً على هذه الشبكة، فكنت اتنقّل بين جنباتها هنا وهناك واستغرقُ الوقت الكثير الكثير لتحميل كتابٍ من مكتباتها أو مجلّدٍ من مجلّداتها، حينها بدأتُ بشكل عفويّ بتجميع مكتبتي الإلكترونية الشخصية و هنا كانت البداية .
تطور الفكرة و نموّها
بعد فترة من الزّمن تجمّع لديّ عدد لا بأس به من ملفات PDF لمطبوعات الكتب باللّغة العربية قرابة 14 ألف مجلد، وكنت أشاركها مع من يسألني عن بعض العناوين والكتب، وبقيت على هذا الحال إلى أن حُزت منها عشرات الآلاف من الكتب والعناوين، فجمعتُ أغلب ما هو متوفر على هذه الشبكة من ملفات الكتب المطبوعة باللغة العربية، وزِدتُ على ذلك ما توفّر لديّ أيضاً من ملفاتٍ كثيرةٍ من مراكز بحوث علميّة مختصة في القاهرة واسطنبول، وعند ذلك نشأت فكرة إخراج هذا المجموع من كتب PDF بعمَلٍ علميّ ضخم وبحلّةٍ جميلةٍ جديدةٍ مفيدةٍ لمن يحتاجه ويستحقه من المسلمين وعموم الباحثين الصادقين، ولكي يكون هذا العمل لبِنَة في دعم اللغة العربية وبيان مكانتها في مجال البحوث والكتابات العلمية في الوقت المعاصر .
ولأجل ذلك أنشأت فريقاً للعمل قُمنا من خلاله بتجميعِ الملفاتِ وفرْزها، و فَهْرَسْناها وفقاً لمحتواها، ودَوَّنّا البيانات التفصيلية لملفات الكتب التي بين أيدينا إلى أن صدرت هذه الموسوعة الضخمة وقد ضمّت تفاصيل معلومات أكثر من 90 ألفَ مجلد موزعةً ضمن ما يزيد عن 50 مكتبة فرعية، يُساند ويَخدم مجلدات هذه الموسوعة المطبوعة برنامجُ بحثٍ إلكترونيّ رائدٍ ومُميّز، يستطيع المستخدم من خلاله الوصول لغايته وهدفه المنشود بأسرع الطرق و أيسر السبل .
الرؤية
إنّنا نأمل و نبذل جهدنا حالياً لتطوير هذه الموسوعة العلمية و جعلها منصةَ بحثٍ علميّ رائدة تشابه منصات البحث العلمية الأكاديمية الشهيرة مثل (Academia.edu)، بحيث يتمكّن المستخدم من البحث ضمن ملفات الكتب و داخل محتواها المكتوب، و ليس فقط في عناوينها و أسماء مؤليفيها و كاتبيها كما هو الآن .
ونأمل ونرغب بإيصال هذه الموسوعة المتضمّنة لكل هذه الـكتب والعلوم لطلاب العلم المجتهدين الصادقين من المسلمين، وبالأخص الذين هم فقراء مساكين وما أكثرهم، فأكثر طلاب العلم في مشارق الأرض ومغاربها لا يملـكون من المال ما يقيمون به حياتهم، فضلاً عن شرائهم مراجع علمية متنوعة وكبيرة، والذين إن وُجد لديهم المال لشراء هذه الـكتب يهلك نصفُه هباءاً بشراء كتبٍ طبعاتها سيئة وغير جيدة، وذلك لعدم علمهم وعدم معرفتهم بوجود طبعات أفضل من هذه الطبعات التجارية التي لم يصل لسوق المكتبات المحيط بهم غيرها .
والحال أيضاً لا يختلف كثيراً عند المؤسسات والمعاهد التعليمية الشرعية فهي من حيث المال في العموم كما يقال مستورة الحال – إلا ما رحمَ ربك – فلا نعلم أن مكتبة معهد أو مؤسسةٍ شرعيةٍ إلا ما ندر جمعت نصف أو ثلث هذه الموسوعة من حيث الكمية، فضلاً عن الـكيفية والنوعية، فنأمل أن نضع هذه الموسوعة اليوم بين أيدي طلاب العلم والمعرفة المستحقين، وكذلك أن نوجدها ونضعها عن طريق دعم الدّاعمين والمتبرعين في مكتبات المعاهد والمدراس والكّليات الشرعية بشكل أساسي، ومن ثُم لكل قارئ وباحث وكاتب ومحـب للمعرفة المنشورة والمكتوبة باللغة العربية .
الداعم الرئيسي
عندما باشرنا العمل رأينا أنَّه من الصعوبةِ بمكانٍ أن نقومَ بإخراج هذا العمل الموسوعي الضخم من خلال إمكانيات مؤسستنا البسيطة، ولذلك حاولنا إيجاد الدعم بعرض المشروع وفكرته على عدّة مؤسسات عربية علمية وحكومية رسميّة، فكان لبعض هذه الجهات ولبعض الأشخاص من أصحاب الكرم والفضل والعطاء والهمّة العليّة اليد الطولى و المساهمة الأولى في مساندتنا ماديّاً، ودَعْمنا معنوياً بشكل أكبر لإخراج وإظهار هذا المشروع العلميّ المبارك، فحققوا الفضلَ وأحرزوا السبق في العطاء والبذل، رغمَ كثرة الواجبات وتعدد النّفقات عليهم والالتزامات، فنتوجَّه بالدعاء لهم بالقَبول وأن تغمرهم الرحمة والمغفرة التّامّة والعفو من الرحيم الغفور، ونتقدّم بالشكر الجزيل والثناء الجميل لهم ولفعالهم التي دعمت هذا العمل فصار صفحةً بيضاءَ في جبين العمل العلميّ باللغة العربية في وقتنا المعاصر، وثمرةَ جُهد مضنٍ وعمل دؤوب متواصل استمرّ عدة سنوات متواليةٍ تلبيةً واستجابةً وسداً لحاجة ضرورية ملحّة واقعة يشعر بها ويدركها كل من له صلة بالعلم والبحث والمطالعة والتأليف والكتابة، فكثيراً ما يقومُ القارئ والطالب، والدّارس والمُدرّس، والكاتب والباحث، والمؤلف والمفكر، في وقتنا المعاصر والحاضر بالذّهاب بشكل دَوْري إلى المكتبات العامّة والخاصة على حد سواء، يرتادها ويزورها بغية أن يجد ما يريده وما يبحث عنه من مؤلفات، أو عناوين وكتب، أو مطبوعات ومنشورات قديمة أو جديدة .. ولكن للأسف لطالما رجع خائباً كئيباً، لأنه لم يجد في هذه الأمكنة مرادَه وغايتَه، وذلك كـون ما يبـحث عنه وما يبتغيه إمّا قد نفدت نسخَه، أو لم يصل أصلاً لهذه الأماكن كلها التي تحيط بـه لأسباب شتـى، فلأجل هذا كلّه كان هذا المشروع أيضاً ..
فوائد الموسوعة
إنّنا إذ نقدّم هذا العمل الموسوعيّ الضخم للقرّاء والباحثين، والكُتاب والمؤلفين، فقد اجتهدنا أن نجعلَ له ميزة رائدة وفائدةً ليست ببائدة، فكانت هذه بعض الفوائد النّافعة التي تتيحها الموسوعة:
الاطلاع على كثير من أسماء العلماء والباحثين والمؤلفين والكاتبين والمحققين، القدامى والجدد، فـي مياديـن العلـوم المـختـلفـة، وبالتالـي إعطـاؤهم حقَـهم، وقدرَهم مـن الاحتـرام والتوقيـر خاصةً بعـد رؤيـة كتاباتهم وأعمالهم .
- الاطلاع المعرفي على كثير من الـكتب والبحوث والعناوين المطبوعة في كثير من العلوم وشتى أنواع الفنون، وإنّنا على يقينٍ أنكم أ يّها القرّاء الكرام ستجدون عناوين وكتب لم يخطر ببالكم أن أحداً قد دوّنها بله قام بطباعتها .
- الاطلاع على الـكتب المطبوعة في بحث علمـيّ معـين، فلا يحـدث تكـرار الكتابـة فـي حـال وُجـدَ مـن خطت يراعه هذا البحث مسبقاً، أو على الأقل الاستفادة مما كُتِب و من ثم الزيادة عليه .
- إمكانية اختيـار أفضـل الـكتـب والعناويـن ثـمّ القيام بشرائـها للمكتبـة الشخصيـة، وذلـك بعـد الاطلاع على محتواها إلـكترونياً، فيتم بذلك حفظ المال في اقتناء الـكتب المفيدة والمطبوعات الجديدة .
- تيسّر شراء الكتاب مطبوعاً ورقياً وذلك بعد معرفة دار الطباعة والنشر، وبعد أن يقوم الإنسان بالمقارنة بين أفضل النسخ والطبعات الموجودة لهذا الكتاب في الأسواق .
- الاطلاع على أسماء دور النشرِ والمؤسسات التي قامت بطباعة الـكتب، وبالتالي إظهار مكانتها وفضلها وما تبذله من جهد في خدمة الكتاب العربي، فلا يُغبَن حقها ولا يؤخذ من جُهدها ولا يُنْقَص من قدرها .
- الاطلاع على الفهرسـة العلميـّة المميّـزة والمفصّلـة، والموزعة الجامعـة لكافـة الـكتـب فـي مختلـف العـلوم والتي تضم ما يلي:
القسم والنوع من العلوم الذي يندرج تحته الكتاب/ عنوان الكتاب/ اسم المؤلف/ اسم المحقق أو المقدم/ عدد صفحات الكتاب/ دار الطباعة والنشر/ تاريخ الطباعة/ رقم الطبعة .