مرحباً بطالب العلم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )
و يقول أيضاً سبحانه: ( كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء )
ويقول جلَّ وعلا: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )
حَدَّثَ صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ الْمُرَادِيُّ ، قَالَ :
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَّكِئٌ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى بُرْدٍ لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ ، فَقَالَ:
مَرْحَبًا بِطَالِبِ الْعِلْمِ .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ ، فَقُولُوا لَهُمْ : مَرْحَبًا مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاقْنُوهُمْ " ،
قُلْتُ لِلْحَكَمِ (أحد الرواة) : " مَا اقْنُوهُمْ " ؟ قَالَ : " عَلِّمُوهُمْ " .
و يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً:
(إنَّ ذهاب العلم أن يذهبَ حملتُه, إنَّ ذهاب العلم أن يذهبَ حملتُه)
و يقول عليه الصلاة والسلام: (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)
إن علوم الشريعة أيها القارئ الكريم هي ميراث النبوة، وإن الأنبياء لم يورّثوا درهمًا ولا دينارًا وإنما ورّثوا العلم، وعلى قدر حظ الناس منه يكون حظهم من وِرَاثة النبي صلى الله عليه وسلم, ولهذا كان طلب العلم أغلى ما أُنفِقت فيه الأعمار, وأفضل ما بذلت له الدراهم و الأموال, وتركت لأجله البلاد والديار، وليُعلَم أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يفعل، وأن الله جل وعلا قد أراد بمن التحق بهذا الطريق خيراً, وكان من فضله سبحانه وتعالى أن قد هيأ أسباب هذا الطلب لمن أراده, ويسر القيام على هذه الطاعة والعبادة الجليلة (طلب العلم) من قصدها، فإنه : «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَنْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيه عِلْمًا، سَلَكَ اللَّهُ بِه طَريقًا إلى الجَنَّةِ، وإنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَها رِضاءً لِطالِبِ العِلْمِ، وإنَّ العالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ في السَّمَوَاتِ ومَنْ في الأرْضِ حَتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ العالِمِ على العابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ على سائِرِ الكَواكِبِ، إنَّ العُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، إنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينارًا وَلا دِرْهَمًا؛ إنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أخَذَ بِهِ أخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ)), وإذا أردت أن تعرف من الله مقامك فانظر فيما أقامَك! فأَقم نفسك حيث ترنوا أن يكون مقامك .
وها نحن إذ نزف للمسلمين افتتاح مؤسسة العلوم الإسلامية - FiT عام 2016م وهي تزهوا بحلةٍ جميلةٍ جديدة، وتضرب سهماً في سبيل نشر العلم الشرعي النقي في أرض الله العامرة الواسعة، متخذة من أوروبا نقطة انطلاقٍ لها، فإنها تود أن تكون بذلك على خطى السلف الصالح من الصحابة الكرام الذين تعلموا هذا المنهج من النبي صلى الله عليه وسلم فخرجوا من مدينته صلى الله عليه وسلم ينشرون علمه وهديه، ويوطئون لرسالته السمحة في مشارق الأرض ومغاربها، وهكذا كان فعل التابعين من تلاميذهم, وتابعيهم من العلماء والدعاة الربانيين إلى يومنا هذا رضي الله عنهم أجمعين, حيث اختاروا طريق نشر تعاليم الإسلام وتدريس مفاهيم هذا الدين العظيم وقدَّموه على كل طريق وسبيل آخر, نسأل الله تعالى أن يتقبل منَّا جميعاً, فلا يسعنا في مثل هذا المقام إلا أن نتمثّل بقول النبي صلى الله عليه وسلم لطلبة العلم الصادقين القاصدين الجادّين : مرحباً بطالب العلم .. فأهلاً وسهلاً بكم .